شعار أبل والمقر لشركة أبل في الصين |
في مفاجأة للجميع، خرجت شركة أبل من قائمة أكثر 5 شركات مبيعاً للهواتف الذكية في الصين، مما يشير إلى تراجع ملحوظ في نفوذها في ثالث أكبر سوق لها. ووفقا لتقرير صادر عن شركة "كاناليس" Canalys، الرائدة في تحليل سوق التكنولوجيا، واجهت أبل منافسة شديدة من الشركات المحلية، مثل هواوي، مما أدى إلى انخفاض شحناتها من الهواتف الذكية في الصين بنسبة 6.7% في الربع الثاني من العام الجاري.
وتُظهر بيانات Canalys أن إجمالي شحنات أبل للربع المنتهي في يونيو الماضي بلغ 9.7 مليون وحدة، وهو انخفاض من 10.4 مليون وحدة في الفترة نفسها من العام الماضي. وبهذا التراجع، احتلت أبل المركز السادس في قائمة الشركات الأكثر مبيعاً للهواتف الذكية في الصين.
أكثر شركات الهواتف مبيعاً في الصين
شهدت سوق الهواتف الذكية في الصين تحولاً كبيراً في الربع الثاني من العام الجاري، حيث سيطرت الشركات المحلية على جميع المراكز الخمسة الأولى. واستعادت شركة "فيفو" المركز الأول بحصة سوقية بلغت 19%، بـ13.1 مليون وحدة، مدفوعة بمبيعات قوية في المتاجر وعبر الإنترنت خلال مهرجان التجارة الإلكترونية "618".
احتفظت "أوبو" بالمركز الثاني، بـ11.3 مليون وحدة، مدعومة بإطلاق سلسلة Reno 12 الجديدة. وجاءت "أونور"، الشركة الفرعية لهواوي، في المركز الثالث، بـ10.7 مليون وحدة، وهو ما يُمثّل زيادة بنسبة 4% على أساس سنوي. وفي المقابل، احتلت هواوي المركز الرابع بحصة سوقية بلغت 15%، بـ10.6 مليون وحدة، مدعومة بإطلاق سلسلة Pura 70 الجديدة في أبريل الماضي.
واحتلت شاومي المركز الخامس بفضل سيارتها الكهربائية الأولى SU7، والتي ساهمت في المبيعات القوية لسلسلتي K70 و14. وأشارت الشركة إلى أن شحنات الهواتف الذكية الصينية نمت بشكل عام بنسبة 10% على أساس سنوي في الربع الثاني، حيث تجاوزت الشحنات 70 مليون وحدة.
قال محلل الأبحاث في Canalys لوكاس تشونج إنه "الربع الأول في التاريخ الذي تهيمن فيه الشركات المحلية على جميع المراكز الخمسة الأولى".
أسباب تراجع أبل في الصين
هناك العديد من العوامل التي ساهمت في تراجع أبل في الصين، من بينها:
- المنافسة الشديدة من الشركات المحلية: تقدم الشركات الصينية مثل هواوي وأوبو وفيفو وشاومي هواتف ذكية ذات مواصفات عالية وبأسعار تنافسية، مما يجعلها خيارًا جذابًا للمستهلكين الصينيين.
- ارتفاع أسعار هواتف آيفون: تُعرف هواتف آيفون بأسعارها المرتفعة، مما يجعلها غير متاحة للعديد من المستهلكين الصينيين، خاصة في ظل وجود خيارات بديلة أرخص.
- التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين: أدت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى زيادة تكلفة تصنيع هواتف آيفون في الصين، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها.
- تفضيل المستهلكين الصينيين للعلامات التجارية المحلية: يفضل العديد من المستهلكين الصينيين شراء المنتجات من العلامات التجارية المحلية، خاصة في ظل وجود شعور قوي بالوطنية.
جهود أبل لإنقاذ مبيعاتها
في محاولة لإنقاذ مبيعاتها في الصين، ضاعفت أبل التخفيضات هذا العام، لإغراء المستهلكين. أطلقت الشركة الأميركية حملة قوية في مايو الماضي، ضاعفت فيها حجم عرض ترويجي سابق في فبراير الماضي، وقدمت تخفيضات في الأسعار تصل إلى 2300 يوان (318.84 دولار) على طرازات محددة من هواتف آيفون.
بالإضافة إلى ذلك، تُركز أبل على تحقيق أرباح من مزايا الذكاء الاصطناعي، التي كشفت عنها مؤخراً. ورجّح تقرير جديد أن تركز الشركة، خلال الفترة المقبلة، على تحقيق أرباح من هذه المزايا، التي قد تكون عاملاً حاسمًا في جذب المستهلكين الصينيين.
أسئلة شائعة
س: ما هي أسباب تراجع أبل في الصين؟
ج. هناك العديد من العوامل التي ساهمت في تراجع أبل في الصين، من بينها المنافسة الشديدة من الشركات المحلية، ارتفاع أسعار هواتف آيفون، التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتفضيل المستهلكين الصينيين للعلامات التجارية المحلية.
س: ما هي خطط أبل لإنقاذ مبيعاتها في الصين؟
ج. تُركز أبل على تحقيق أرباح من مزايا الذكاء الاصطناعي، التي كشفت عنها مؤخراً، بالإضافة إلى تقديم تخفيضات كبيرة على هواتف آيفون.
س: هل ستستطيع أبل استعادة مكانتها في الصين؟
ج. من الصعب التنبؤ بمستقبل أبل في الصين، لكن الشركة تواجه تحديات كبيرة في ظل المنافسة الشديدة من الشركات المحلية. قد تؤدي جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي وتقديم تخفيضات إلى تحسين مبيعاتها، لكنها ستحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لضمان استعادة مكانتها في السوق.
خلاصة
يشير تراجع أبل في الصين إلى تحول كبير في سوق الهواتف الذكية، حيث أصبحت الشركات المحلية أكثر قوة وتنافسية. تواجه أبل تحديات كبيرة في استعادة مكانتها في السوق، لكنها تُركز على تحقيق أرباح من مزايا الذكاء الاصطناعي وتقديم تخفيضات كبيرة على هواتف آيفون. يبقى مستقبل أبل في الصين غير مؤكد، لكنها ستحتاج إلى بذل المزيد من الجهد لضمان استعادة مكانتها في السوق.